عندما ينتاب أحدنا الشعور بالندم، يشعر بذلك الإحساس الذى قد يكون عباره عن التمنى واليأس. التمنى بأن يعود الزمن ليتجنب مسببات ندمه، ويأس .. لأننا لم نعتد من الزمن أبدا أن يعود للوراء.
قد يندم أحدنا على شئ قاله أو فعله فى لحظة طيش أو غضب أو حتى سوء فهم .. وقد يندم أخر على شئ لم يقله ولم يفعله.
عن نفسى .. لا أعتقد أنى ندمت يوماً على فعل شئ أقدمت عليه. وكذلك لم أندم يوما على شئ تركته خلفى بعمد او عن غير قصد. فلست من ذلك النوع الذى يتسرع فى قراراته .. ولكنى من ذلك النوع غير المعصوم والذى قد يخطئ فيها. كثيراً ما إتخذت قراراً ما وإكتشفت أنه لم يكن صائباً ولكنى أبداً لم أندم ، لا لشئ إلا لسببين رئيسيين.
الأول هو أنى لا أفعل شئ أو أتخذ قرار مصيرى فى حياتى دون اللجوء إلى الإستخاره وطلب العون من الله وثانيهما أنى أبحث جيدا كل الجوانب المتاحه أمامى وأحاول جاهدة إختيار الأصوب .. فإن أخطأت فى النهايه .. فلى شرف المحاوله.
ليس معنى هذا أنى لم أحزن على شئ فقدته أو أُخذ منى قسراً ..لكنى فقط أعلم أن الله سيبدلنى خيراً منه .. وكيف لا وقد سألته الخير فيسر لى هذا الشئ؟ فمادام الله قد يسره .. فهو الخير ولا شك .. حتى وإن لم أره.
وشتان بين الحزن والندم. فالحزن هو ذلك الألم الذى يعتصر قلب الإنسان بين ضلوعه لفقده لشئ أحبه ولكنه يعرف أن فقدان هذا الشئ أو تركه كان هو الأصوب وهو الخير. فالعروس قد تتراجع عن الزواج قبل فرحها بأيام لإكتشاف أمر جلل يهدد زواجها مثلا (كأن يكون العريس مدمنا) والعكس بالعكس ورغم حب كل منهما للأخر إلا أن الترك هنا هو الخير رغم إعتراض القلب وحزنه. أما الندم فهو كما قلنا التمنى للعوده بالزمن للخلف لفعله .. أى أننا مقتنعين أن ما تركناه او فقدناه كان هو الخير (ولله الحمد لم ينتابنى هذا الإحساس قط حتى اللحظه).
وأنتم؟ هل ندمتم على شئ أبدا؟؟ هل عضكم الوجع على ما قد فات والندم على ما فرطتم؟ هل سبق لأحدكم أن ندم على شئ لم يفعله؟ لن أسألكم بأنه هل شعر أحدكم بالحزن قط .. لأنى واثقة أنى إن فتحت قلب أى أحد على ظهر البسيطه لوجدته مفعم بالأحزان .. قد تكون مصحوبه بالرضا فى قلب أحدهم وبالسخط فى قلب أخر .. لكن ليس بالضروره أبداً أن يكن مصحوبا بالندم.