Saturday 25 June 2011

ندم ):


عندما ينتاب أحدنا الشعور بالندم، يشعر بذلك الإحساس الذى قد يكون عباره عن التمنى واليأس. التمنى بأن يعود الزمن ليتجنب مسببات ندمه، ويأس .. لأننا لم نعتد من الزمن أبدا أن يعود للوراء.
قد يندم أحدنا على شئ قاله أو فعله فى لحظة طيش أو غضب أو حتى سوء فهم .. وقد يندم أخر على شئ لم يقله ولم يفعله.
عن نفسى .. لا أعتقد أنى ندمت يوماً على فعل شئ أقدمت عليه. وكذلك لم أندم يوما على شئ تركته خلفى بعمد او عن غير قصد. فلست من ذلك النوع الذى يتسرع فى قراراته .. ولكنى من ذلك النوع غير المعصوم والذى قد يخطئ فيها. كثيراً ما إتخذت قراراً ما وإكتشفت أنه لم يكن صائباً ولكنى أبداً لم أندم ، لا لشئ إلا لسببين رئيسيين.
الأول هو أنى لا أفعل شئ أو أتخذ قرار مصيرى فى حياتى دون اللجوء إلى الإستخاره وطلب العون من الله وثانيهما أنى أبحث جيدا كل الجوانب المتاحه أمامى وأحاول جاهدة إختيار الأصوب .. فإن أخطأت فى النهايه .. فلى شرف المحاوله.
ليس معنى هذا أنى لم أحزن على شئ فقدته أو أُخذ منى قسراً ..لكنى فقط أعلم أن الله سيبدلنى خيراً منه .. وكيف لا وقد سألته الخير فيسر لى هذا الشئ؟ فمادام الله قد يسره .. فهو الخير ولا شك .. حتى وإن لم أره.
وشتان بين الحزن والندم. فالحزن هو ذلك الألم الذى يعتصر قلب الإنسان بين ضلوعه لفقده لشئ أحبه ولكنه يعرف أن فقدان هذا الشئ أو تركه كان هو الأصوب وهو الخير. فالعروس قد تتراجع عن الزواج قبل فرحها بأيام لإكتشاف أمر جلل يهدد زواجها مثلا (كأن يكون العريس مدمنا) والعكس بالعكس ورغم حب كل منهما للأخر إلا أن الترك هنا هو الخير رغم إعتراض القلب وحزنه. أما الندم فهو كما قلنا التمنى للعوده بالزمن للخلف لفعله .. أى أننا مقتنعين أن ما تركناه او فقدناه كان هو الخير (ولله الحمد لم ينتابنى هذا الإحساس قط حتى اللحظه).
وأنتم؟ هل ندمتم على شئ أبدا؟؟ هل عضكم الوجع على ما قد فات والندم على ما فرطتم؟ هل سبق لأحدكم أن ندم على شئ لم يفعله؟ لن أسألكم بأنه هل شعر أحدكم بالحزن قط .. لأنى واثقة أنى إن فتحت قلب أى أحد على ظهر البسيطه لوجدته مفعم بالأحزان .. قد تكون مصحوبه بالرضا فى قلب أحدهم وبالسخط فى قلب أخر .. لكن ليس بالضروره أبداً أن يكن مصحوبا بالندم.

Sunday 12 June 2011

محتاره


أعددت قدحاً من الشاى وفتحت جهاز الحاسب لأكتب ما يجول بخاطرى كما أردت عندما أنشأت تلك المدونه. ليس من عادتى أن أكتب على مكتبى وبجوارى قدح الشاى ومردتيه عويناتى .. فأغلب خواطرى كنت أكتبها وجهاز الحاسب على رجلى ومستلقيه فى الفراش بكسل وبجوارى فنجان القهوه المظبوط. اليوم أردت أن أتذكر ملامح والدى وهو يكتب. أحببت أن أقلده. فقد كان يكتب وهو جالس على منضدة السفره وأنا صغيره حيث لم يكن لدينا حجره للمكتب وقتها وكان يعد قدح شاى خفيف لنفسه ويجلس ليحضر درس لغه أو يسجل خواطره أو يعمل أى شئ أراد .. كانت جلسته المفضله فى الصاله أو فى البلكونه. أحببت اللغة العربيه منه. كان يعد لنا مسابقات لغويه .. فيجمعنا حوله ويعد جائزة رمزيه لمن يظل أطول فتره ممكنه يتحدث العربيه الفصحى دون أخطاء وكان من يخطئ وينطق بالعاميه يخرج من اللعبه حتى يتبقى أحدنا هو الفائز ويصبح فخورا بنفسه وبقوته فى اللغه. أحياناً كنا نضيق بتلك الألعاب ونشتاق للجرى والمرح ومحاكاة أقراننا .. لكننا كنا نسعد بالجائزه فى النهايه ونعد أنفسنا بالقراءه لنفوز نحن فى المره القادمه. كان ذلك وأنا جد صغيره وقبل سفره. بعدما سافر كنت أفقد إحدى أسنانى من الحزن فى كل مره يرحل بعد إنتهاء أجازته ، فهكذا كنت ولازلت ـ أفقد أسنانى أو تنشق إحداها إذا إستبد بى الحزن.
سافر والدى بعد أن غرس بداخلنا روح جميله أعجز عن وضع مسمى لها. وفى أثناء سفره .. تحمل أخى الأكبر العبأ فى تعليمنا المبادئ واللغه. كان نعم الأخ عن حق ولا زال. فخوفه علينا خاصة أنا وأخى الأصغر وإهتمامه بشئوننا هو إهتمام أب لأولاده . أب يكبرنا فقط بست وثمان سنوات. كان يقرأ لنا أحاديث الأربعون النوويه ويساعدنا على حفظها ويجزل لنا العطاء عندما نتم حفظ كل جزء منها.
أذكر أمى وهى تزرع بداخلنا الإعتماد على النفس والرغبه فى الإرتقاء بها والنجاح بل التفوق. خمسة أخوه ـ ثلاث أولاد وبنتان ـ  خرجوا للحياه بأهداف ثابته .. قد نحيد عنها أحيانا ولكننا دوما كنا نعين بعضنا على الرجوع لطريقنا الصحيح الذى رسمه كل منا لنفسه دون جبر أو قهر. تعلمت من أسرتى التراحم والتواصل والحب وإنكار الذات … ففى محيط الأسره .. الحديث يكون بـ (نحن) وليس بـ (أنا). أرى ذلك الأن بأم عينى وأنا جالسة أكتب .. أرى أخى وهو يحفظنا الأحاديث .. وأرى أبى وهو يقرأ علينا القرآن ويصلى بنا الفجر .. وأضحك من نفسى وأخجل أحيانا أخرى عندما كنت أستيقظ غاضبه فى الفجر لأنى أريد مزيدا من النوم .. ولكنها الأن أصبحت عاده .. حتى ليمر اليوم الذى لم أصل فيه الفجر الأن وكأنه يوم بلا شمس ولا معنى.
تغيرت الأن الأوضاع كثيراً .. فالشقه الصغيره أصبحت منزلا كبيرا بحديقه جميله .. والأولاد الخمس تزوج أغلبهم .. والأب ولأم أصبحوا أجداد لخمسة أحفاد وسادسهم فى الطريق. لكنى هنا فى بلاد الغربه أفتقدهم. ولكن يهون على أنه رغم تباعدنا فى البلاد والوظائف والمهام .. إلا إننا لازلنا متراحمين .. لازال يسأل بعضنا عن بعض .. ويقف كل منا بجوار الأخر ليدعمه .. نعم الأخوة لى كانوا ولا زالوا .. ونعم الأب والأم رُزِقت. أشتاق إليهم كثيراً وأحلم بالعوده .. لكنى أخاف الفشل فى مصر. أخاف بأن أصادف من يقوض طموحاتى ويطفئ كل شمعه أضيئها لتنفيذ فكره أو هدف.
أنا فى وقت الإختيار الأن. وما أصعبه إختيار .. فالعوده لمصر تعنى البدء من جديد.. بينما حيث أكون الأن متوفر لدى فرصتين للعمل لا واحده.
إذا حسبتها من حيث الفوائد والخسائر .. فأنا فى مصر سأستمتع من جديد بدفء العائله ومحبة ودعم من حولى وسأكون بجوار أبى وأمى. حقاً قد أبدأ من جديد ، لكنى لازلت فى السادسة والعشرون من عمرى وقادره على تلك البدايه رغم مرارتها فى حلقى. 
وأنا هنا فى هذا البلد سوف أستكمل عملى فى مجال أحبه ولن أضطر لخسارة خمسة أعوام غربه لكن حينها سيكون قرار الرجوع لنقطة البدايه مستحيل .. وقد أظل باقى عمرى بالخارج .. وهو مالا أتمنى. هناك شئ أخر .. فأنا حتى الأن لا أعلم إن كانوا سيقبلوا بى فى مصر أم لا.. فتلك ليست المره الأولى التى أتقدم لشغر وظيفه وأفاجأ برفضى رغم كل مؤشرات القبول التى كانت تشنف أذناى فى البدايه. حتى أنه ذات مره قال لى أحدهم أثناء المقابله الشخصيه أن أعد نفسى لأنى سأكون معهم ، ثم فوجئت بتعيين غيرى عند إعلان النتيجه.
أشعر بالحيره حقاً ، فقرارى هذا سيؤثر على مستقبلى .. هل أعود؟ هل أستمر ها هنا؟ هل أبدأ من جديد؟ أم أكمل ما بدأت بالفعل؟ سألعب دور المحتاره وأسأل .. ماذا تفعل لو كنت مكانى؟

Saturday 4 June 2011

لماذا البحر

لماذا البحر؟
قد يدور بخلد أحدكم هذا السؤال .. لماذا تخيرت البحر دونا عن غيره عنواناً للمدونه؟ والإجابه سهله. لطالما لعب البحر فى حياتى وحياة الأخرين دور البطل. فهو المصيف الجميل فى حياة أحدهم ، والطريق للعمل فى حياة الأخر .. وهو الصديق لثالث .. والغادر لرابع .. هو كل شئ ولا شئ فى آن واحد ... هو البحر.
عن نفسى .. فالبحر شهد معى ذكريات عده ، خرجت من بعضها عاشقة له .. وخرجت من الأخرى خائفة منه .. لكنى أبداً لم أستطع أن أكرهه. أذكر ذلك اليوم الذى خرجت فيه غاضبة جدا من موقف عجز لسانى عن الرد فيه .. فذهبت للبحر ونفثت غضبى بين أمواجه .. أضربها بقوه بذراعي حتى وهنت فخرجت بعد أن ألقيت فيه كل همومى وغسلت قلبى من الوجع وأطفأت بمائه نار الغضب فعادت لى بسمتى من جديد .. وأذكر عندما كاد يسلبنى يوما حياة عزيز لدى .. بل وكاد يسلبنى حياتى فى محاولة إنقاذه فخرجت خائفة منه راهبة إياه..
علمنى البحر أنه هناك دائما .. يثور لثورتى ويهدأ لراحتى ويحترم حزنى فتسير أمواجه برفق تداعب رمال الشاطئ وتلامسنى على إستحياء تخفيفاً عنى. ولكنه أيضا قد يغضب منى إذا ما غبت عنه. وبما أن وجودى فى دوله أجنبيه يحد كثيراً من إستمتاعى بمياه البحر نظرا لتقاليد تلك البلد المختلفه عن قناعاتى الشخصيه .. ونظرا لبعد الشاطئ عن سكنى ساعات وأنا التى تستمتع أكثر ما تستمتع بالبحر بعد الفجر .. فقد قررت الكتابه إليه.
هل جرب أحدكم أن يصلى الفجر بالشاطئ ثم يستلقى على الماء ويسبح للخالق حتى تطلع الشمس؟ أروع إحساس .. أن تكون فوق الماء وتحت السماء تسبح لخالقهم بعد الفجر .. روووووووعه لم يضاهيها فى حياتى إحساس أخر لكنى حرمت منه هنا. لذا .. فقد قررت أنه إذا لم أستطع أن أذهب بنفسى للبحر .. فالأخط كلماتى ورسائلى إليه هنا .. ولا أظنه أبداً يتضايق إن شاركتكم إياها معه.