Monday 19 September 2011

أنا و ... أنا


تغيبت لفتره طويله عن عالم التدوين .. ما يربو على الشهرين تقريباً أو يزيد. كانت فترة أردت فيها بلا أى وعى منى أو رغبه ظاهره أن أتابع ما حولى بهدوء ولا أرد. ليس لأن ما يقال لا يعجبنى .. أو لأن ما يقال لا يستحق الرد .. ولكن لأنى أردت إختبار قدرتى على
 ــــ الصمت  ـــ
أردت أن أجلس وأرتشف من قدح قهوتى فى الصباح بلا أى منغصات حياتيه ولا تفكير بأى مشكله .. وكأننى بذلك قد "وجدتها" كما صرخ أرشميدس يوماً ما عندما توصل لحل إحدى معضلات الطبيعه. كنت أعتقد أن ذلك هو عين الحكمه وقمة الفهم والفلسفه.
كنت أحاول جاهدةً الإستمتاع بكل ما حولى .. وإذا مر عليّ ولو بالصدفه مشكلة ما .. لا أفكر فيها ولا أعيرها إهتمام .. 
الأن وأنا أكتب تلك الكلمات .. تعلو وجهى إبتسامه .. إذ أرانى كمن ظن أنه إذا أغمض عينيه فلن يراه الناس. إذا أردنا وصف ذلك بصيغه مهذبه .. فهى (حاله من الخمول وعدم تقدير الأمور) ، أما إذا تحررنا من أدب اللغه .. فتلك هى (الحماقه) ولا شك.
ورغم أن الحماقه صفه ذميمه لا أحب أن تلتصق بى بحال ، إلا أنها الكلمه الأنسب لوصف حالة الخمول والتبلد التى مررت بها. 
على أية حال ، فتلك الحاله لم تستمر طويلاً .. وها أنا أعود من جديد لأقرأ وأتابع و ... أكتب ،،، معلنةً بذلك فشلى فى تتبع سياسة الصمت.
عسى أن أجد فى قلمى يوما الصديق المتفهم الذى لا ينعتنى بالضعف ولا يتهمنى أنى خذلته،
الصديق الذى يحترم صمتى حين أريد الصمت،
الصديق الذى يُقدِر صمودى أمام العقبات دون أن يشير إليه بطرف كلماته على أنه نوع من الكبرياء ورفض إعلان الهزيمه،
الصديق الذى يؤمن بأن ضحكتى إنما هى نوع من أنواع تحدى النفس ومنعها من اليأس .. وليس نوعاً من (حلاوة الروح)،
الصديق الذى يعى جيداً أننى حقاً أرغب فى أن أستمتع بحياتى رُغم كل شئ ورغما عن أى أحد،
الصديق الذى يفهمنى عندما يعجز الأخرون عن سبر أغوار نفسى والولوج فى متاهاتها دون أن يفقد هو إتجاهه أو إيمانه بى،
وأخيراً .. لعلنى بالعوده للقلم وللتدوين أجد من جديد هواءً نظيفاً صالحاً للتنفس بعد أن إمتلأ عالمى الحقيقى بالدخان وذرات الرماد.