Saturday 31 December 2011

تيك توك ،، تيك توك


يبدو أننى لن أستطيع مقاومة الرغبه فى الكتابه اليوم.. حاولت أن أجعله يمر دون كلمه واحده لكنى لم أستطع. كتب الكثيرين من أصدقائى المدونين عن شعورهم فى نهاية العام منهم من روى لنا الحدوته المصريه ومنهم من أضحكنا وأبكانا فى طبطبه ربانيه راقيه ومنهم أيضا من دفع لنا فاتورته السنويه على عجل ودون تردد وغيرهم كثيرين ممن أثاروا بداخلى الرغبه فى الكتابه والخروج عن صمت قلمى رغما عنه لأستقبل معكم 2012 .. 

تيك توك .. تيك توك .. لازلت أسمع عقارب الساعه متوجهه بلا رحمه نحو الثانية عشر ولازالت عندى الجرأه للتمنى بأن يكون العام الجديد أسعد من سابقيه ويحمل لنا من الخير أكثر مما يحمل من الألم كأى عام جديد "يحترم نفسه" فلا يكثر على الله شئ وهو العلى القدير وإن كنت لا أنكرأنى كل عام كنت أتمنى نفس الأمنيه ولا أنكر أيضاً أنها لم تتحقق إلا مره واحده طوال سنوات عمرى السبع والعشرون. 

كان لى مع هذا العام صولات  وجولات .. جاء يحمل لى فى أوله الأمل ثم ما لبث أن غلًّق الأبواب فى وجهى وأدخلنى فى مواجهات وصراعات ما كنت أتخيل يوماً أن أخوضها وبمحض إرادتى. كان لى فيه غزوات ومعارك أعلنت خلالها فى بعض الأوقات عن ضعفى وحاجتى لدعم نفسى وبدنى وأعلنت فى أوقات أخرى عن ألمى وعن يأسى من الحياه بل وأعلنت فيها عن إستسلامى للموت ،، غير أنه أبى علىّ ذلك .. ولكنى لا أذكر أنى أعلنت أبداً هزيمتى. فتلك هى أنا .. إمرأة ترفض الهزيمه وترحب بالألم إن كان لابد منه أحيانا بل وإعتادت عليه وإن فشلت فى إستعذابه فشلا ذريعاً.

والأن .. ها هو 2011 يرحل بكل بركاته ولعناته .. وها أنا أيضاً أودعه بلا لحظة ندم على مضيه. لا أنكر إنصافاً وإحقاقاً للحق أن 2011 أهدانى بفضل الله درجة الدكتوراه فى العلوم الزراعيه وسمح لى بنشر أول معادله رياضيه بإسمى إلى جانب بحثان أخران وغيرهم بالطريق ولكنى لا أعرف لماذا لم يهدينى مع تلك المنح طعم الفرحه.

على كلٍ ،، فقد أهدانى هذا العام فرحة واحده فى أخر يوم له .. فبنهاية العام القديم وبداية العام الجديد تدخل أعز صديقاتى وأختى فى الله Wise صاحبة مدونة أحلام على ورق و إنها حقاً عائله محترمه جداً جدا عش الزوجيه السعيد .. أسأل الله أن يكتب لها السعاده وأن يجعلها لزوجها على خير ما يحب ويجعله لها على خير ما تحب ويهبهم الذريه الصالحه التى تكون لهم قرة أعين فى الدنيا والأخره .. 

أيضاً أتمنى ونحن على أبواب العام الجديد أن يكون عاماً طيباً يحمل لوطننا العربى ولبلدى الحبيبه مصر كل الخير والإستقرار والأمن وأن أرى صديقاتى تقفز السعاده من عيونهن .. لا أدرى لماذا تحدونى تلك الرغبه بشده فى بداية العام الجديد.. 

إليكن صديقاتى العزيزات جداااا
                                     أتمنى حقاً أن أرى الفرحه تتراقص فى أعينكن وتقفزن  لها طرباً وألا يكون للحزن فى قلوبكن مكان

تحياتى وكل عام ونحن جميعا بخير وإيد واحده



Friday 4 November 2011

رسائل قصيره SMS



أحياناً نرغب من داخلنا أن نخبر أحدهم شيئاً ما ولكننا ببساطه لا نستطيع أن نقوله له هكذا مباشرة وفى وجهه. قد يكون ذلك نظراً لبعد المسافه أو لعدم الرغبه فى المواجهه أو حتى من باب "واجب وخلصناه"، فجاء إختراع الرسائل القصيره ليسمح للتكنولوجيا الحديثه بأن تضع حلاً للمشكله. 
لذا .. فقد قررت أن أرسل رسائل قصيره إلى كل من خطر فى بالى الأن .. وأخبره بما أريد وعجزت عن قوله إما لطول المسافه أو لقصر الجهد وعدم الرغبه فى المواجهه .. ولا مانع لدى من أن تقرؤها معهم .. فبالتأكيد إحدى هذه الرسائل ستعيدون إرسالها إلى أحدهم أيضاً .. وإن لم يتعد أثير الإرسال خلايا المخ لا أكثر وقد تكون إحدى هذه الرسائل مرسله خصيصاً لأحد منكم .. من يدرى .. إقرؤوها فأنتم أذكياء كفايه لأن تعلموا إن كانت لكم رساله هنا أم لا.

 الرساله الأولى
بما أن غداً هو وقفة عرفات بإذن الله تعالى فالرساله الأولى موجهه لأهلى وأصدقائى والمدونين والمسلمين وكل الأمه العربيه .. متمنية لهم عيداً طيباً خالياً من الدماء المسفوحه على جسم يحتضر مسمى بالكرامه. ويارب العيد القادم .. يشفى المريض ويصبح سليماً معافى من كل سوء :)

الرساله الثانيه
أحبكِ كثيراً .. لم أجد الراحه إلا بين ذراعيكِ ولم أشعر بالطمأنينه إلا عندما تدعين لى .. أشعر حينها بيقين أن الله سيقبل دعاؤكِ وأن كل شئ سيكون على ما يرام .. ليس لأنى أستحق ذلك .. ولكن لأنكِ أنتِ لا تستحقين أن يوجعك قلبك بسببى ..
أحبك وأعتذر منكِ إن يوما آلمتك عن غير قصد .. والله أسفه.

الرساله الثالثه
أنتَ أكثر رجل فى العالم إحترت فيه .. لا شك بداخلى فى محبتى لك ولا شك بداخلى بأنك على إستعداد بأن تبذل عمرك لأجلى .. ولكن يبقى عندى شئ بداخلى يؤرقنى .. لماذا أصبحت حساساً لتلك الدرجه؟؟

الرساله الرابعه
حكايتك غريبه معى .. كنت أستاذاً فى الحوار ولم أتمن يوماً من الله شيئاً سوى أن يرزقنى زوجاً فى مثل قدرتك على النقاش والتفهم والصبر والإحتواء .. لماذا تبدلت؟؟ لماذا رغم نقاء النيه وشرف الغرض وحرصك البالغ على مصلحتى تؤذينى بكلماتك وبنكأك لجراحى الحين بعد الحين؟ هلا وقفت أمام المرآة يوما ونظرت لصورتى وأنا لم أزل بعد طفله ومزقتها ونظرت لتلك الصوره التى ترانى فيها شابه فى ريعان الشباب وتخبر نفسك بأن صغيرتك قد نضجت وقادره على أن تتخذ قراراتها بنفسها؟؟ هلا فعلت ذلك لأجلى؟؟؟ سأكون شاكرة لو فعلت .. فأنا حقاً أحبك ولا أطيق أن أخسرك.

الرساله الخامسه
أمى الثانيه العطوفه الحنون .. لا أجد شيئاً أقوله سوى أنى من كل قلبى أحمد الله على وجودك فى حياتى .. متتصوريش انتى اد ايه غاليه عليا وبحبِك :)

الرساله السادسه
يا ترى إنت فعلا إتغيرت؟؟ ولا لسه الزمن مخبيلى مفاجأت؟؟

الرساله السابعه
لا أظن أن هناك أحد بطيبة قلبك ونضج عقلك رغم صغر سنك .. ربنا يحميك ويباركلى فيك وفى الخير اللى جواك :)

الرساله الثامنه
لا تردين على هاتفك كثيراً ولا تهتمين لمهاتفتى كثيراً .. لكنى لا أنكر أنى عندما أنهار تكونين دائماً هناك .. ليس لمساعدتى .. ولكن لتنهارى بجوارى من "الخضه". هو يا كده قوى يا كده قوى :)

الرساله التاسعه
أريد أن أرى سعادتك يوماً تقفز من عينيكِ ومن بين ضلوعِك .. أريد أن أراكى تضحكين طرباً وتقفزين مرحاً فى الهواء من فرطِ سعادتك .. يا ترى ممكن أشوف اللحظه دى؟؟   ربنا يفرح قلبك .. عشان انتى فعلا تستحقى تفرحى.

الرساله العاشره
حساسه قوى .. سريعة الحكم .. لا تتقنين فنون البيع .. هل لازال هناك أحد كذلك؟ متهيألى لازم تتغيرى شويه :)

الرساله الحادية عشر
لم تكونى كذلك من قبل .. فلماذا تغيرتى؟؟ أم أنكِ كنتِ كذلك والمشكله كانت فى عينى؟؟ لست أدرى :(

الرساله الثانية عشر
أنتِ فتاة جيده وكما يقال بالبلدى "جدعه" لكنى كلما بعُدت لفتره  ثم عدت .. زادت ملاحظاتى السلبيه تجاهك واحده .. متهيألى لازم تقفى مع نفسك شويه :(

الرساله الثالثة عشر
كانت رسالتك من المفروض أن تكون السابعه طبقا للترتيب فى الورقه أمامى .. ولكن يبدو أن عينى لازالت ترفض رؤياك حتى على الورق .. أريد أن أخبرك بأنى لم أندم لوهله على قرارى بالبعد .. فقط كنت أخشى أحياناً أن أكون ظلمتك أو فى طريقى لظلمك .. لكنك كنت دائما فى تلك اللحظات ما تعاجلنى بتصرف حقير يجعلنى أعود لنفسى وأعلم أنك أنت من ظلم نفسه .. وظلمنى معاه .. حسبى الله ونعم الوكيل.

الرساله الرابعة عشر
تقفين إلى جوارى فى وقت الشده .. وتفرحين لفرحى فى وقت الفرح .. بحس كده انى بنتك البكريه .. أنا فعلا غاليه عندك قوى كده؟؟

الرساله الخامسة عشر
كنت قاسياً معى جدا فى الصغر .. ولكن عندما كبرت وأعجزك المرض .. كنت أرى فى عينيك إعتذاراً عن قسوتك لم ينطقه لسانك فأحببتك بصدق .. وبكيتك بشده عند وفاتك .. الله يرحمك

الرساله السادسة عشر 
حافظى عليه .. فهو يحبك بصدق .. لا تكونى حمقاء فتخسريه .. فمثله صدقينى .. لن يمكنك تعويضه أبداً.

Monday 19 September 2011

أنا و ... أنا


تغيبت لفتره طويله عن عالم التدوين .. ما يربو على الشهرين تقريباً أو يزيد. كانت فترة أردت فيها بلا أى وعى منى أو رغبه ظاهره أن أتابع ما حولى بهدوء ولا أرد. ليس لأن ما يقال لا يعجبنى .. أو لأن ما يقال لا يستحق الرد .. ولكن لأنى أردت إختبار قدرتى على
 ــــ الصمت  ـــ
أردت أن أجلس وأرتشف من قدح قهوتى فى الصباح بلا أى منغصات حياتيه ولا تفكير بأى مشكله .. وكأننى بذلك قد "وجدتها" كما صرخ أرشميدس يوماً ما عندما توصل لحل إحدى معضلات الطبيعه. كنت أعتقد أن ذلك هو عين الحكمه وقمة الفهم والفلسفه.
كنت أحاول جاهدةً الإستمتاع بكل ما حولى .. وإذا مر عليّ ولو بالصدفه مشكلة ما .. لا أفكر فيها ولا أعيرها إهتمام .. 
الأن وأنا أكتب تلك الكلمات .. تعلو وجهى إبتسامه .. إذ أرانى كمن ظن أنه إذا أغمض عينيه فلن يراه الناس. إذا أردنا وصف ذلك بصيغه مهذبه .. فهى (حاله من الخمول وعدم تقدير الأمور) ، أما إذا تحررنا من أدب اللغه .. فتلك هى (الحماقه) ولا شك.
ورغم أن الحماقه صفه ذميمه لا أحب أن تلتصق بى بحال ، إلا أنها الكلمه الأنسب لوصف حالة الخمول والتبلد التى مررت بها. 
على أية حال ، فتلك الحاله لم تستمر طويلاً .. وها أنا أعود من جديد لأقرأ وأتابع و ... أكتب ،،، معلنةً بذلك فشلى فى تتبع سياسة الصمت.
عسى أن أجد فى قلمى يوما الصديق المتفهم الذى لا ينعتنى بالضعف ولا يتهمنى أنى خذلته،
الصديق الذى يحترم صمتى حين أريد الصمت،
الصديق الذى يُقدِر صمودى أمام العقبات دون أن يشير إليه بطرف كلماته على أنه نوع من الكبرياء ورفض إعلان الهزيمه،
الصديق الذى يؤمن بأن ضحكتى إنما هى نوع من أنواع تحدى النفس ومنعها من اليأس .. وليس نوعاً من (حلاوة الروح)،
الصديق الذى يعى جيداً أننى حقاً أرغب فى أن أستمتع بحياتى رُغم كل شئ ورغما عن أى أحد،
الصديق الذى يفهمنى عندما يعجز الأخرون عن سبر أغوار نفسى والولوج فى متاهاتها دون أن يفقد هو إتجاهه أو إيمانه بى،
وأخيراً .. لعلنى بالعوده للقلم وللتدوين أجد من جديد هواءً نظيفاً صالحاً للتنفس بعد أن إمتلأ عالمى الحقيقى بالدخان وذرات الرماد.

Saturday 25 June 2011

ندم ):


عندما ينتاب أحدنا الشعور بالندم، يشعر بذلك الإحساس الذى قد يكون عباره عن التمنى واليأس. التمنى بأن يعود الزمن ليتجنب مسببات ندمه، ويأس .. لأننا لم نعتد من الزمن أبدا أن يعود للوراء.
قد يندم أحدنا على شئ قاله أو فعله فى لحظة طيش أو غضب أو حتى سوء فهم .. وقد يندم أخر على شئ لم يقله ولم يفعله.
عن نفسى .. لا أعتقد أنى ندمت يوماً على فعل شئ أقدمت عليه. وكذلك لم أندم يوما على شئ تركته خلفى بعمد او عن غير قصد. فلست من ذلك النوع الذى يتسرع فى قراراته .. ولكنى من ذلك النوع غير المعصوم والذى قد يخطئ فيها. كثيراً ما إتخذت قراراً ما وإكتشفت أنه لم يكن صائباً ولكنى أبداً لم أندم ، لا لشئ إلا لسببين رئيسيين.
الأول هو أنى لا أفعل شئ أو أتخذ قرار مصيرى فى حياتى دون اللجوء إلى الإستخاره وطلب العون من الله وثانيهما أنى أبحث جيدا كل الجوانب المتاحه أمامى وأحاول جاهدة إختيار الأصوب .. فإن أخطأت فى النهايه .. فلى شرف المحاوله.
ليس معنى هذا أنى لم أحزن على شئ فقدته أو أُخذ منى قسراً ..لكنى فقط أعلم أن الله سيبدلنى خيراً منه .. وكيف لا وقد سألته الخير فيسر لى هذا الشئ؟ فمادام الله قد يسره .. فهو الخير ولا شك .. حتى وإن لم أره.
وشتان بين الحزن والندم. فالحزن هو ذلك الألم الذى يعتصر قلب الإنسان بين ضلوعه لفقده لشئ أحبه ولكنه يعرف أن فقدان هذا الشئ أو تركه كان هو الأصوب وهو الخير. فالعروس قد تتراجع عن الزواج قبل فرحها بأيام لإكتشاف أمر جلل يهدد زواجها مثلا (كأن يكون العريس مدمنا) والعكس بالعكس ورغم حب كل منهما للأخر إلا أن الترك هنا هو الخير رغم إعتراض القلب وحزنه. أما الندم فهو كما قلنا التمنى للعوده بالزمن للخلف لفعله .. أى أننا مقتنعين أن ما تركناه او فقدناه كان هو الخير (ولله الحمد لم ينتابنى هذا الإحساس قط حتى اللحظه).
وأنتم؟ هل ندمتم على شئ أبدا؟؟ هل عضكم الوجع على ما قد فات والندم على ما فرطتم؟ هل سبق لأحدكم أن ندم على شئ لم يفعله؟ لن أسألكم بأنه هل شعر أحدكم بالحزن قط .. لأنى واثقة أنى إن فتحت قلب أى أحد على ظهر البسيطه لوجدته مفعم بالأحزان .. قد تكون مصحوبه بالرضا فى قلب أحدهم وبالسخط فى قلب أخر .. لكن ليس بالضروره أبداً أن يكن مصحوبا بالندم.

Sunday 12 June 2011

محتاره


أعددت قدحاً من الشاى وفتحت جهاز الحاسب لأكتب ما يجول بخاطرى كما أردت عندما أنشأت تلك المدونه. ليس من عادتى أن أكتب على مكتبى وبجوارى قدح الشاى ومردتيه عويناتى .. فأغلب خواطرى كنت أكتبها وجهاز الحاسب على رجلى ومستلقيه فى الفراش بكسل وبجوارى فنجان القهوه المظبوط. اليوم أردت أن أتذكر ملامح والدى وهو يكتب. أحببت أن أقلده. فقد كان يكتب وهو جالس على منضدة السفره وأنا صغيره حيث لم يكن لدينا حجره للمكتب وقتها وكان يعد قدح شاى خفيف لنفسه ويجلس ليحضر درس لغه أو يسجل خواطره أو يعمل أى شئ أراد .. كانت جلسته المفضله فى الصاله أو فى البلكونه. أحببت اللغة العربيه منه. كان يعد لنا مسابقات لغويه .. فيجمعنا حوله ويعد جائزة رمزيه لمن يظل أطول فتره ممكنه يتحدث العربيه الفصحى دون أخطاء وكان من يخطئ وينطق بالعاميه يخرج من اللعبه حتى يتبقى أحدنا هو الفائز ويصبح فخورا بنفسه وبقوته فى اللغه. أحياناً كنا نضيق بتلك الألعاب ونشتاق للجرى والمرح ومحاكاة أقراننا .. لكننا كنا نسعد بالجائزه فى النهايه ونعد أنفسنا بالقراءه لنفوز نحن فى المره القادمه. كان ذلك وأنا جد صغيره وقبل سفره. بعدما سافر كنت أفقد إحدى أسنانى من الحزن فى كل مره يرحل بعد إنتهاء أجازته ، فهكذا كنت ولازلت ـ أفقد أسنانى أو تنشق إحداها إذا إستبد بى الحزن.
سافر والدى بعد أن غرس بداخلنا روح جميله أعجز عن وضع مسمى لها. وفى أثناء سفره .. تحمل أخى الأكبر العبأ فى تعليمنا المبادئ واللغه. كان نعم الأخ عن حق ولا زال. فخوفه علينا خاصة أنا وأخى الأصغر وإهتمامه بشئوننا هو إهتمام أب لأولاده . أب يكبرنا فقط بست وثمان سنوات. كان يقرأ لنا أحاديث الأربعون النوويه ويساعدنا على حفظها ويجزل لنا العطاء عندما نتم حفظ كل جزء منها.
أذكر أمى وهى تزرع بداخلنا الإعتماد على النفس والرغبه فى الإرتقاء بها والنجاح بل التفوق. خمسة أخوه ـ ثلاث أولاد وبنتان ـ  خرجوا للحياه بأهداف ثابته .. قد نحيد عنها أحيانا ولكننا دوما كنا نعين بعضنا على الرجوع لطريقنا الصحيح الذى رسمه كل منا لنفسه دون جبر أو قهر. تعلمت من أسرتى التراحم والتواصل والحب وإنكار الذات … ففى محيط الأسره .. الحديث يكون بـ (نحن) وليس بـ (أنا). أرى ذلك الأن بأم عينى وأنا جالسة أكتب .. أرى أخى وهو يحفظنا الأحاديث .. وأرى أبى وهو يقرأ علينا القرآن ويصلى بنا الفجر .. وأضحك من نفسى وأخجل أحيانا أخرى عندما كنت أستيقظ غاضبه فى الفجر لأنى أريد مزيدا من النوم .. ولكنها الأن أصبحت عاده .. حتى ليمر اليوم الذى لم أصل فيه الفجر الأن وكأنه يوم بلا شمس ولا معنى.
تغيرت الأن الأوضاع كثيراً .. فالشقه الصغيره أصبحت منزلا كبيرا بحديقه جميله .. والأولاد الخمس تزوج أغلبهم .. والأب ولأم أصبحوا أجداد لخمسة أحفاد وسادسهم فى الطريق. لكنى هنا فى بلاد الغربه أفتقدهم. ولكن يهون على أنه رغم تباعدنا فى البلاد والوظائف والمهام .. إلا إننا لازلنا متراحمين .. لازال يسأل بعضنا عن بعض .. ويقف كل منا بجوار الأخر ليدعمه .. نعم الأخوة لى كانوا ولا زالوا .. ونعم الأب والأم رُزِقت. أشتاق إليهم كثيراً وأحلم بالعوده .. لكنى أخاف الفشل فى مصر. أخاف بأن أصادف من يقوض طموحاتى ويطفئ كل شمعه أضيئها لتنفيذ فكره أو هدف.
أنا فى وقت الإختيار الأن. وما أصعبه إختيار .. فالعوده لمصر تعنى البدء من جديد.. بينما حيث أكون الأن متوفر لدى فرصتين للعمل لا واحده.
إذا حسبتها من حيث الفوائد والخسائر .. فأنا فى مصر سأستمتع من جديد بدفء العائله ومحبة ودعم من حولى وسأكون بجوار أبى وأمى. حقاً قد أبدأ من جديد ، لكنى لازلت فى السادسة والعشرون من عمرى وقادره على تلك البدايه رغم مرارتها فى حلقى. 
وأنا هنا فى هذا البلد سوف أستكمل عملى فى مجال أحبه ولن أضطر لخسارة خمسة أعوام غربه لكن حينها سيكون قرار الرجوع لنقطة البدايه مستحيل .. وقد أظل باقى عمرى بالخارج .. وهو مالا أتمنى. هناك شئ أخر .. فأنا حتى الأن لا أعلم إن كانوا سيقبلوا بى فى مصر أم لا.. فتلك ليست المره الأولى التى أتقدم لشغر وظيفه وأفاجأ برفضى رغم كل مؤشرات القبول التى كانت تشنف أذناى فى البدايه. حتى أنه ذات مره قال لى أحدهم أثناء المقابله الشخصيه أن أعد نفسى لأنى سأكون معهم ، ثم فوجئت بتعيين غيرى عند إعلان النتيجه.
أشعر بالحيره حقاً ، فقرارى هذا سيؤثر على مستقبلى .. هل أعود؟ هل أستمر ها هنا؟ هل أبدأ من جديد؟ أم أكمل ما بدأت بالفعل؟ سألعب دور المحتاره وأسأل .. ماذا تفعل لو كنت مكانى؟

Saturday 4 June 2011

لماذا البحر

لماذا البحر؟
قد يدور بخلد أحدكم هذا السؤال .. لماذا تخيرت البحر دونا عن غيره عنواناً للمدونه؟ والإجابه سهله. لطالما لعب البحر فى حياتى وحياة الأخرين دور البطل. فهو المصيف الجميل فى حياة أحدهم ، والطريق للعمل فى حياة الأخر .. وهو الصديق لثالث .. والغادر لرابع .. هو كل شئ ولا شئ فى آن واحد ... هو البحر.
عن نفسى .. فالبحر شهد معى ذكريات عده ، خرجت من بعضها عاشقة له .. وخرجت من الأخرى خائفة منه .. لكنى أبداً لم أستطع أن أكرهه. أذكر ذلك اليوم الذى خرجت فيه غاضبة جدا من موقف عجز لسانى عن الرد فيه .. فذهبت للبحر ونفثت غضبى بين أمواجه .. أضربها بقوه بذراعي حتى وهنت فخرجت بعد أن ألقيت فيه كل همومى وغسلت قلبى من الوجع وأطفأت بمائه نار الغضب فعادت لى بسمتى من جديد .. وأذكر عندما كاد يسلبنى يوما حياة عزيز لدى .. بل وكاد يسلبنى حياتى فى محاولة إنقاذه فخرجت خائفة منه راهبة إياه..
علمنى البحر أنه هناك دائما .. يثور لثورتى ويهدأ لراحتى ويحترم حزنى فتسير أمواجه برفق تداعب رمال الشاطئ وتلامسنى على إستحياء تخفيفاً عنى. ولكنه أيضا قد يغضب منى إذا ما غبت عنه. وبما أن وجودى فى دوله أجنبيه يحد كثيراً من إستمتاعى بمياه البحر نظرا لتقاليد تلك البلد المختلفه عن قناعاتى الشخصيه .. ونظرا لبعد الشاطئ عن سكنى ساعات وأنا التى تستمتع أكثر ما تستمتع بالبحر بعد الفجر .. فقد قررت الكتابه إليه.
هل جرب أحدكم أن يصلى الفجر بالشاطئ ثم يستلقى على الماء ويسبح للخالق حتى تطلع الشمس؟ أروع إحساس .. أن تكون فوق الماء وتحت السماء تسبح لخالقهم بعد الفجر .. روووووووعه لم يضاهيها فى حياتى إحساس أخر لكنى حرمت منه هنا. لذا .. فقد قررت أنه إذا لم أستطع أن أذهب بنفسى للبحر .. فالأخط كلماتى ورسائلى إليه هنا .. ولا أظنه أبداً يتضايق إن شاركتكم إياها معه.